لماذا نحتاج الطاقة المتجددة

هنالك فكرة غير مريحة نتحاشى أن نفكر بها غالبا وهي أن معظم جوانب حياتنا اليومية من كهرباء , إتصالات , نقل وغيره من أساسيات الحضارة البشرية حاليا معتمد بشكل كبير على مصدر وحيد وهو النفط. من الأمور المسلم بها أنه لو لم يتم استغلال النفط من المرجح ان البشر لم يكونوا ليشهدوا الثورة الصناعية والتقنية التي نعيش بها اليوم ولكن هناك مسلمات اخرى ايضا يجب أن نتقبلها ونتعايش معها.

هنالك العديد من الحجج التي تجعل عملية البحث والتطوير لمصادر طاقة أخرى متجددة أمر لاغنى عنه إذا أردنا ان نحافظ على مكتسبات البشرية.

الاكتفاء الذاتي

حاليا, عندما تريد كهرباء لكي تمارس حياتك الطبيعية في منزلك أنت مجبر ان تشتريها من شركة الكهرباء التي تملك مولدات عملاقة تعتمد على النفط بأشكاله المختلفة لتوليد الطاقة. الشخص العادي لايستطيع امتلاك هذه المولدات أو الوصول إليها مباشرة و لكن في نفس الوقت لديه إتصال مباشر بأعظم مصدر طاقة على الكوكب وهي الشمس.

بينما تكون المشاريع العملاقة للطاقة المتجددة خطوة ممتازة للحكومات لكي تقلل من الاعتماد على النفط في إدارة البلد. يستطيع الفرد العادي بأن ينشئ مصدره الخاص للطاقة في منزله سواء عن طريق اللوحات الشمسية أو التوربينات الهوائية . عندما يستطيع الشخص فعل ذالك فهو يستغني عن الاطراف الخارجية التي ممكن أن تغير أسعارها او تسبب إنقطاعات كهربائية خارجة عن إرادتك. من المريح ان تعلم ان احتياجاتك من الطاقة مستمرة بغض النظر عن أي متغيرات خارج إطار أملاكك الشخصية خاصة في هذا الزمن وهذا المكان من العالم.

النفط مصدر محدود

سواء كنت تعتقد أن النفط سوف ينتهي بعد بضعة عشرات من السنين او بعد مئة سنه تضل الحقيقة انه نهايتة محتومة في وقت من الاوقات بسبب نضوب الابار تحت الارض او ارتفاع تكلفة الأستخراج في الأماكن المتبقية منه في العالم. للبعض تعتبر هذه المشكلة بعيدة المدى وأنها مشكلة للأجيال القادمة وهي المسؤوله عن حل هذه المشكلة ولكن قبل إنتهاء النفط بزمن كبير سيصبح عملة باهضة الثمن لندرة وجوده او ارتفاع تكلفته وسيصعب الحصول عليه من قبل العامه وهذا متوقع ان يحدث في ستينيات القرن الحالي بحسب بعض التقدرات. كذالك يحسب البعض ان العالم سوف يتحول الى الطاقة النظيفة في حال إقتراب ذالك الوقت لكن هذا التحول ليس بالسهولة المتوقعه لدى البعض حيث يجب أن يتم إستحداث تكنولوجيا جديده تمكن كل مانستخدمه بالاعتماد على النفط الى الأنتقال إستعمال الطاقة المتجددة. مثلا في الولايات المتحده تعتمد البنية التحتية للبلد على النفط بنسبة 85% بالرغم انها من اكثر الدول انتاجا للطاقه المتجددة ولكي تتحول الى الأعتماد الكلي على الطاقة المتجددة تحتاج مابين 80-100 سنة اذا استمر معدل الانتقال بما هو موجود حاليا.

الفائدة البيئية

كل سنة تضخ ملايين الأطنان من غاز ثاني اكسيد الكربون الى الغلاف الجوي من المصانع وعوادم وسائل النقل مما يساعد في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري. كذالك تلوث الجو بنواتج حرق النفط عامل أساسي في زيادة الأمراض التنفسية حول العالم خصوصا في الدول الصناعية مثل الصين التي اصبح موت الأراضي الزراعية من الاثار السلبية التي تنتج عندما ينزل المطر محملا بالمواد الكربونية العالقة بالجو مسبب ظاهرة (المطر الاسيدي) التي تسمم الأراضي والمياه السطحية.

في الجهة المقابلة الطاقة المتجددة من الشمس او الرياح تفرز 0% من المواد الضارة إلى الجو عند توليدها للطاقة لكن لاتزال عملية تصنيع المواد المستخدمة للطاقة المتجددة تعتمد على المشتقات البترولية بشكل كبير وهذا مايجعل أهمية التطوير في عملية صناعة مولدات الطاقة المتجدد حاجة ملحة حاليا لجعلها مكتفئة ذاتياً من بدء التصنيع الى الانتاج بدون الحاجه الى النفط.

الجدوى الاقتصادية

في دراسة نشرت من منظمة قرين بيس الدولية أشارت أنه يمكن للعالم توفير 180 مليار دولار سنويا إذا أستطاع أن ينتج 70% من الكهرباء بأستخدام الطاقة المتجددة ولكن هذه الارقام قد لاتبدو مقنعة جدا للفرد لكي يتحمس للفائدة الأقتصادية لكن لنتعرف أكثر للفوائد الاقتصادية للطاقة المتجددة.

مقارنة بعملية إستخراج النفط وتكريره التي تكون بالمجمل ميكانيكية وتعتمد على الآلات بشكل كبير تعتبر الطاقة المتجددة أكثر إعتمادا على الطاقات البشرية وهذا يعني أنه بالمتوسط تفتح افآق توظيف اكبر مما يقلل مستويات البطالة ويساعد في تدوير الاقتصاد وهذا ماحصل فعلا في بعض الدول الاوروبية مثل المانيا والمملكة المتحدة حيث تم استحداث الاف الواظائف للمواطنين.

من الناحية الفردية تعتبر الفائده الاقتصادية في المملكة العربية السعودية غير جذابة مقارنة بالدول الاخرى وهذا لأن تعرفة الكهرباء تعتبر رخيصة بشكل عام ولا تشكل هاجس اقتصادي على ميزانية الفرد ولكن هل ستستمر هذه الاسعار على المدى البعيداو المتوسط ياترى...من المستبعد ذالك.